*بقلم /عفاف محمد*
لأعلو بكم في حديث يهب علينا كما يهب النسيم العليل. أحدثكم عن ريح تأتينا بالبركات وتهبنا الدروس والعبر. أحدثكم عن فضل عظيم خصه الله لأطهر عباده. أحدثكم عن وحي يفيض نورانية لا تنطفيء إنه حديث الشهادة وفي ظل قائد حكيم ..
قائد علمنا ما معنى الشهادة وما الشهادة إلا كرامة من الله ونور ملأ الأرجاء وسيرة فواحة بشذى الورد والياسمين ..
الشهادة مدرسة تعلمنا فيها الكثير والكثير. وكان معلمنا الروحي هو الذي عرفنا كيف يكون الجهاد والإستشهاد. وما أجمل أن تنبثق تلك الدروس البليغة من منبر عالٍ يسطع بالنور، منبر يعد نبراساً. من معلم اشتمل على كل صفات الهداية والعلم الوفير. حينها يكون قد علّمنا ثقافة مكتملة الأركان. إنه معلّمنا الرشيد، وقائدنا ذو الرأي السديد..
القائد العظيم السيد عبدالملك بدر الدين من عرّفنا الشهادة بكل تفاصيلها. وزد على ذلك علّمنا كيف نوقر أهل الشهيد. وبث لنا الى جانب المفاهيم الدينية مفاهيم إنسانية تدعو للرحمة وتدعو للتكافل ..
من منبره المضيء الذي يشع تقى وروحانية. علّمنا قائدنا الهمام كيف نواسي أباً، أماً، زوجةً وإبن واخوة الشهداء. وكيف نخفف مصابهم. علّمنا كيف نعرف حجم تلك التضحيات، وكيف نقابلها بالوفاء. علّمنا سيدنا الفذ الرصين الكثير والكثير. ولقننا دروساً في محراب الشهادة .
عرفنا في كتاب الله جل شأنه مرتبة الشهيد وإنه حي يتنعم برزق وفير وفرح بما اتاه الله ..وعلّمنا القائد الرباني كيف نترجم تلك الآيات العظيمة من خلال السير في نهج الشهداء لنكمل بقية دربهم. علّمنا قائدنا ان تلك النجوم المضيئة والجباه المرصعة بالدرر قد إختارت ان تنطفئ لأجل ان يعيش الآخرون. علّمنا قائدنا إنها أنفس عظيمة تشربت الثقافة الجهادية والإستشهادية وتسلحت بثقافة القرآن. ومضت في نهج الصالحين الثائرين العظماء وأرباب الدين ممن عاصروا أهوالاً جسام مدافعين عن الدين ، من آل البيت عليهم السلام كمولانا علي وسبطيه والإمام زيد رضوان الله عليهم، وغيرهم من الأبرار عليهم الف سلام ..كان الشهداء قد تجردوا من متاع الدنيا وأبوا إلا أن يبيعوا أنفسهم من الله فأشتراها جل علاه ..الله من كرمهم واصطفاهم وجعلهم في عليين مسرورين ابد الدهر ..
علّمنا قائدنا كيف نتصفح أخلاق الشهيد.. ونتدبر في شيمه ووثباته ونتأمل عباراته ومعتقداته ..وعلّمنا قائدنا ان الشهيد قد ناهز الكمال، وأوفى التمام، وحل في مقام فاضل وحاز على خير الخصال. علّمنا قائدنا أن الشهيد هو مضحٍ منقطع النظير .
وفي ذكرى الشهيد كان قائدنا كثير الحرص على الإهتمام بأسر الشهداء وحث كثيرا العامة والخاصة بتفقد أحوالهم والإغداق عليهم بما أنعم الله من خير. وأضاءت أفكاره الوجود وسكبها المثقفون الأدباء في قوالب جذابة ،فراحوا يسبكون القصائد والقصص والمقالات والحوارات وألخ… لتعم ثقافة الإستشهاد، لأن القائد علّمنا انهم يستحقون ذلك. ألم يبذل شهيدهم حياته لنحيا !
أولسيوا أمانة في أعناقنا
القائد الحكيم لطالما أوفى ولا زال لتلك الدماء الطاهرة. فنعماً به من قائد وفي مخلص لدينه ولكل من والاه.
اليوم أسر الشهداء ينتظرون الذكرى السنوية كعيد سعيد يبتهجون به ويحس من حولهم بشهيدهم والفضل يعود للقائد العالم الذي علمنا كيف نحتفي بقدوم ذكرى الشهيد ..
كل المحبة والأمنتان من أسر الشهداء للقائد العظيم .
Discussion about this post