———————–
//بقلم: عفاف البعداني//
في تلك الزاوية عند المنعطف اﻷخير
من الشارع الطويل تحت ظل شجر عقيم وصبح بارد سقيم .
رأيت طفل يعانق نفسه بثياب مرقعة وطفل كانت أثار حرب السقيع عليه واقعة والوان الصيف فِيَه باهتة.
سمعتهم يقتادون بالقول حديثًاإلى تلك المعادلة الفصولية بصوت شتاءي مبحوح ،وبعتاد سمراوي مرصوص متساءلين أيهما أرحم! الصيف أم الشتاء.
فقال: الأول الصيف أرحم ﻷنني أجوع وأعرى ولكن أستطيع أن أبحث وأطوف الشوارع فعساكر البرد لاتترصدني فيزدادجوعي وأشقى.
وقال الاخر نعم گلآمَك صحيح ياصديقي ولكن لاتظلم الشتآءكثيرًا فعندما كان لدي معطف سميك في السنة الماضية توقف حرب الصقيع عند حدود تلك الثياب الثقيلة حتى إنّ الشتآء يجعلك تذوق الرغيف الصغيرحلوً كأنّه صنف م̷ـــِْن سلات طعام اﻷثرياء .
ياصديقي :توقف عن الكلام فالبرد القارس يزداد تهشيمًا بالعظام عند مجارة الكلام، ولاتكون محامٍ لطقس الشتﺂء ولوكان رحيمًا ما أسفرت الحمائم م̷ـــِْن عشها بالهجران .
والخلاصة : ياصديقي الشتﺂء هو صديق اﻷثرياء والصيف هو صديق البسطﺂء،وأنا اﻵن جائع وبارد هيا إلى السوق كي نصتاد من قلوب الرحماء مونة أو غذاء.
تلك الكلمات سمعتها من أطفال مشردين سمعتهاولازالت عالقة في ذهني منذ الصباح هذه الكلمات جلعتني أتمنى لو أني أمتلك فانوس علاء الدين كي أبدلها وأشق عتمتها نصفين.
هذه الكلمات جلعتني أسند رأسي على إحدى جدران مدينتي الصغيرة وأتساءل ماهي سجية هذا التعب وماعدد الأشخاص الذين يحتضنونه بإجبار في هذه اللحظة.
بقيت أنقب وأفتش وأسأل القمر في ليلية مكتملة بعيدًاعن ضوضاء البشر!!
ياقمر ماالدرب المريح وأين هو وكيف نتبعه؟؟
ياقمر إلى متى نصارع الجليد والبركان الداخلي يدمينا!!
إلى متى ياقمريقطف الخذلان والجوع والبرد كل الزهو والصفو فينا ليستقطبه بعيدًاعن اليوم و العمروالحين!
إلى متى
نصارع الأيام
نعارك الأوهام
نجافي الوجدان
نحارب الدخان
نطارد اﻷحلام
نجوب في الأوطان
نبحث عن الإنسان
لتنام حقولنا شحيحة
البستان قليلة اﻹحسان.
كان العمر الصغير يخبرنا أن الدهر يخبىء لنا الوان بيضآء من شرق فلسطين كبرنا وصار اللون يزداد باليوم الف تعتيمًا.
صبرنا وماعاد الصبر يرثينا فكل يوم تشرق الشمس يزاحم الغراب بهجتنا وبصوته يكوينا .
جهلنا في الماضي أشياء مبعثرة وهاهي اليوم مكبلة بعنقود الطفولة تأتينا.
حتى الدمع في سد العينين ماعاد يرويناحتى النفوس تسمرت لما فتحنالها أغيثونا تغيروجههاوتلعثمت وأصبحت ملبدة بحدها سكينًا.
ياأيها النهر الطويل خذ من أتعابنا رشفة واجري به إلى بحركبير ليحرر بشطه سواعد اليقطينا.
سئمنا العيش والبحث والحزن صاربادينا وماحال السئم سوء ظن للذي أقداره تحوينافهي ماتلف بنا وماتدور عليناإلا بتحكيمًا .
ولكن هذا حال وطن أنهكته الصعوبات تحمدًا وباح لك يالله ماعجز أن يبوحه للروح وذلك القلب العائش فينا.
————-
# اتحاد كاتبات اليمن. #اليمني_إنسان_أيضا
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
Discussion about this post