*بقلم /عفاف محمد*
نعزي أنفسنا ونعزي الشعب العماني حكومةً وشعباً في مصابهم الجلل، بوفاة السلطان قابوس. والذي فقدت الشعوب العربية برحيله هامة إنسانية قبل ان تكون هامة سياسية لها مواقفها العظيمة. ندعو له بالرحمة والمغفرة ولأهله وشعبه وكل محبيه بالصبر والسلوان ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
وقد يتسابق المادحون في وصف كل مناقبه ولكن عبثاً يحاولون لأن هذا الإنسان العظيم حمل في داخله مبادئ إنسانية سامية يصعب وصفها ، ترجمها من خلال مواقفه العظيمة ، وتعامله مع شعبه والشعوب العربية المجاورة بل والعالم أجمع ..
كان السلام هو اهم مايسعى لأجله ،وقد إجتهد كثيرا ليرسو الجميع في مرفأ السلام ..
وكان له في يمننا بصمة خاصة وجدناه من خلالها الرجل الفذ ،و الحاكم الحكيم ،والساسيي المحنك، والإنسان الإنسان ..
كانت يراعي الجوار بيننا حق مراعاة، ولطالما سعى لأن تكون اليمن مستقرة سياسياً واقتصادياً لولا جارة السوء.
وكانت مواقفه الجليلة قد رسخت في ذاكرة اليمنيين، ولعل أبرزها ماحدث اثناء إستقبال حكومته الموقرة جرحى الإنفجارات والغارات الهستيرية التي قام بها التحالف وأذنابه على حسابه ونفقاته الخاصة .
وكان موقفه الحيادي تجاه ما اسموها بعاصفة الحزم قد أبرز حجم الحكمة التي وهبه الله جلّ علاه إياها، وعكس موقفه هذا بأنه رجل متزن يعي موازنة الأمور ولا تسيّره أيادي خارجية. بل اتضح انه عربي أصيل، شهم، لا يهاب لومة لائم أياً كانت سطوته وجبروته ..
رحل هذا العظيم عنا مخلفاً مآثر لا يمكن نسيانها. والمواقف عديدة وتتزاحم وكلها تحمل عنواناً واحداً أن هذا الفقيد يندر تكراره بين حكام العرب ..
نسأل الله العلي القدير أن يشمله بواسع الرحمة والمغفرة.
كما ندعو الله ان يخلفه من يمتلك مثل شمائله. -رحمة الله تغشاه- ومواقفه العظيمة النبيلة سيخلدها التاريخ لسموها وعدالتها ،وستبقى ذكراه نوراً يتوهج في سماء السلطنة.
Discussion about this post