أشواق مهدي دومان
كانت هذه جملة زينب بنت قاسم سليماني : القائد الأسطوري الذي عشقناه و لم يعلم ؛ فحكايات العشق تنأى عن لغة الأجساد و لكن تهتف بها الأرواح ، جملة لم تكن من فم بنت رجل عادي و إنّما وليّ من أولياء اللّه الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ، لكنّهم يتركون الحزن لنا ، فها هي تحزنه و هي أعلم بمدى قوّة بلدها التي تنتمي إليها و قد رأى العالم بأمّ عينيه ضرب إيران لقواعد أمريكيّة في عين الأسد و غيرها كرسالة فقط تخبر الاستكبار : أن نحن هنا ..حاضرون .. كما أنّ إيران بعد قاسم سليماني ليست كما قبله ؛ إذن : لماذا انتظرت ابنته ثأرا لأبيها و ذكرت اسمي عَلَمَين وخصّصت لهما أمنيتها في الثّأر لأبيها البطل ؟
الجواب : لم يكن جزافا أو حديثا للاستهلاك الإعلامي أو نيلا للشّهرة ما تمنّته ؛ ففي تاريخ والدها ما يشبع طموحها لأن تجعله امبراطوريّة الشّرّ هدفا من أهدافها ، و لكنّ كان تصريحا فيه و له من القراءات عديدها ، ففيه إلماح و تلميح بعقيدة و ثقافة محور المقاومة الذي يعني أن تكون يمانيّا أو شاميّا أو فارسيّا أو عراقيّا فليست معضلة لأن تمتلك روحا واحدة مفادها أن تكون مقاوما مناهضا لمشروع دولة إسرائيل ، و يؤكّد ذلك قائد النّصر اليماني السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي ، و الذي تمنّى سيّد المقاومة سماحة العشق : حسن نصر اللّه أن يكون جنديا من جنوده في ثقة و يقين بأنّه رجل السّياسة و الحكمة ، ما يؤكّد ترابط و تكاتف و التحام و وحدة مصير محور المقاومة باعتباره كلّا لا يتجزأ ؛ فوحدة الهدف .. و وحدة العدو ..و وحدة المصير .. و وحدة الأيدلوجيا الإيمانيّة و العقيدة القتاليّة كلّها متخرّجة من مدرسة واحدة شعارها : هيهات منّا الذّلّة ..
نعم : روح الحسين هي من وحّدت أهل المشارق و المغارب ، و دم الحسين هو من أذاب مساحات شاسعة من الجغرافيا ، كما أذاب حاجز اللغة الاجتماعية لتكون لغة القرآن هي الجامع لهذا المحور كلغة نهج حياة بين محور المقاومة العربي و محور المقاومة الإسلامي الذي تتربّع على عرشه إيران الفكر و النّهضة و الثّورة و الشّعب و القيادة ، إيران تلك الامبراطوريّة الإسلاميّة الأسمى و التي باتت هي الأقرب لكلّ حرّ من أيدلوجيّات ، و شعارات كانت رنّانة في فترة من الزّمن الذي انبهر به و بها البعض فإذا بهم جميعا يعيشون وهما و سرابا ؛ فقد بيعت القدس على أيدي باعة المبادئ ، أولئك التكفيريّين الذين زرعتهم المخابرات البريطانيّة الامريكيّة في قلب الإسلام ، زرعتهم لينحروا الاسلام و يكفّروه و يصلبوه لتأكل الطّير من رأسه بينما كانت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هي وطن الإسلام القرآني العتروي الذي جعل القدس قضيّتنا الأولى ، و من إيران كان سليماني القائد الذي ليس من ميزان يحدد ذلك الكمّ و الكيف من القبول الذي ترجمته القلوب المتوحّدة التي بكته شخصا واحدا و رفيقه البطل ( المهندس ) حين قضيا على يد أمريكا المستكبرة
نعم : بكته القلوب في كلّ الأنحاء و في وطنه يشيّعه خمسة مليون رجلا وحّدهم هدف واحد في لحظة واحدة هي تشييع واحد من ملايين البشر الذين منهم الكثير من يرحل مغدورا لكن الرّاحل هنا هو قاسم سليماني الذي تعرف الانتصارات و ميادينها وطأته الحيدريّة ،
فسبحان اللّه من وهب تلك القلوب و قذف بعشق رجل من آلاف السليمانيّين في أرواحنا نحن المؤمنين بثقافة مقاومة الكيان الغاصب لفلسطين ،،
و يا اللّه : كيف عجزت أن أصف اعتزازي كوني انتسب لوطن مُورِس عليه جحود المستعمرين الشاقّ لرؤوسهم ، و مع هذا ظلّ و سيبقى وطن القوّة و البأس الشديد فبعد خمسة أعوام من عدوان كوني عالمي على اليمن تكبر اليمن و تنتصر اليمن و تنهض من بين ركام الحرائق و الغرائق و المدافن التي حفرها هذا العدوان المدعوم و النّاطق باسم أمريكا التي دعت للثأر منها بنت قاسم سليماني فرأت أنّ هناك قائدا وصفته من الأصدقاء هو السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي الذي بات يشرئب العالم عنقا ليراه و يستمع خطابه صانع ثباتا و مؤيَّدا بالنّصر و العزّة و التّمكين الذي لو لم يكن يمانيّا ما كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) متوسّما فيه الإيمان و الحكمة ، المسلّم له بذلك من جميع مكوّنات محور المقاومة دولا و حركات و طوائف و مذاهب عرفت سرّ اختيار رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) الذي هو اختيار اللّه لهذه الأرض لتكون أرض المدد النّاصر و المنتصر لمن شعر بظلم المستكبرين ، فهذه بنت أكبر قادة محور المقاومة تقول : ” قلوبنا المجمّرة تنتظر ردّكم ” تنتظر ثأر أبيها من قطبي و سيّدي العرب السيّد الحوثي كصديق بعد إفصاحها عن عشق أبويّ طاهر لسيّد المقاومة الذي دعته بــ ( عمّي حسن نصر اللّه ) ،
نعم : لم تقل ذلك عن ضعف رجال وطنها لكنّه التّسليم لذلك اليماني الذي وُلِد من رحم الإيمان و الحكمة في زمن اللإيمان و اللاحكمة ،
أمنية زينب سليماني على السيّد القائد عبدالملك بن البدر الحوثي ليست إلّا تسليما له ، و قد قالها و عبّر عنها سيّد البشريّة ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) بأن لو ذهب النّاس في طريق و الأنصار في طريق لكان رسول اللّه سائرا في درب و مع درب اليمانيين ، و كلّ من يسلّم للرسول يؤمن بذلك و مرجعيّات الشّيعة الحقيقيّة الممثّلة للعترة الشّريفة تؤمن بذلك ، أمّا مرجعيّات الوهّابية فقد آمنت بالإيمان نتنيّا و الحكمة ترامبيّة ، و اتخذت اليهود و النّصارى أولياء من دون المؤمنين، و وضعت بروتوكولات حكماء صهيون مرجعيات لها من دون اللّه و رسوله و قرآن نزل على رسوله معلّما للبشريّة جمعاء ،،
نعم رغم اختباء الوهّابيّة خلف مصطلح السّنّة ، لكنّهم لا يقربون لسنّة رسول اللّه لا من قريب و لا من بعيد ..
بينما يتجدّد العشق و التّسليم لصاحب الحكمة و الإيمان اليماني من كلّ مقاوم عزيز شريف نزيه نظيف لا تكفي حروف العربيّة و كذا الفارسيّة لوصف تسليمه إلّا بما ناشدته زينب قاسم سليماني صديقا يركن إليه في مهمة الثّأر لأبيها الذي لم يكن سوى رمزا للحريّة و عنفوانا للمقاومة ،
سيدي القائد عبدالملك بن البدر الحوثي الرّجل الذي فاقت حنكته و شجاعته حنكة و شجاعة عظماء التّاريخ ، و حار به ساسة الماسون و همّ به عتاولتهم ،،
السيّد الحوثي الذي تطفح زينب بقلب البنت العاشقة لأبيها و تشكوه تلظّي و تجمّر قلبها الحزين على والدها بعد شكواها للعظيم الجبار المنتقم الذي ” ليس كمثله شيئ ” ، هاهي تفيض ألما لتبثّ عظيمين من البشر شكواها بروح بنت كان حزنها على أبيها ثورة تقاوم الألم و الحنين و الحزن الذي انساب إلى عظيمين كجدول عذب يسافر في رحلتين إحداهما إلى الشّام و الأخرى إلى اليمن ..
فعظيمة أنتِ يا زينب الرّوح بصبرك و ثباتك ، عظيمة بألمك و حزنك ، عظيمة بثقتك في علمين أرعبا قاتل والدك ، عظيمة بتلك الحروف الأعجمية الفارسيّة التي اعتزّ بها سيّد البشريّة حين اعتزّ بسلمان الفارسي الذي نسبه رسول اللّه له قائلا : ” سلمان منّا آل البيت ” ،،
رسول اللّه من لا ينطق عن الهوى … و ما أقصاه رسول اللّه لأنّ لسانه غير عربيّ مبين بل قرّبه الرّسول الأعظم بمقدار قربه من الحقّ حين بحث عن الحقيقة و اغترب من أجلها يبحث عن الأمن و الطّمأنينة و الحبّ و السّلام الذي وجده ( أخيرا ) في محمّد بن عبد اللّه بن هاشم الذي عرفه حقّ المعرفة فقال له و فيه : ” سلمان منّا آل البيت ” ، فكان سلمان الفارسي بأعجميّته رمزا لذلك السّابق بالتّقوى على مليار عربي مبين فصيح ، سلمان الذي عرف القرآن فكان نهجه و كان من الأكرمين الذين قال عنهم الجبار : ” إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم ” ،،
فلكِ يا زينب الرّوح : شعبا و مرجعيّة و حكومة .. لكم أزكى السّلام من أرض اليماني الهُمام ، الليث الضّرغام ، و السّلام .
Discussion about this post