النظام الرأسمالي وديمقراطية الغاب “”
مصطفى حسان / كاتب سياسي يمني
هذا النظام في اﻷصل نظرية غربية تبنتها أمريكا والغرب عقب حروبهم العالمية والتخلص من نظام الكنيسة فقد نشأت في ظروف غربية بحتة وتريد نقلها الى بقية البلدان بهدف توسيع نفوذها وبسط هيمنتها .
بعد إنهيار اﻹتحاد السوفيتي دخل العالم في حالة إختلال توازن القوى وهيمنة القطب الواحد المنتصر في الحرب الباردة وما تبعها من طموحات أمريكية في الهيمنة والسيطرة على النظام السياسي العالمي المتمثل باﻷمم المتحدة وضمان ديمومة الهيمنة بإتباع إستراتيجيات مدروسة من مراكز صنع القرار تضمن لها اﻹنفراد في التحكم بالسياسة الدولية .
ومع مرور فترة طويلة من الزمن ﻹنهيار اﻹتحاد السوفيتي التي أنشغلت خلالها بإعادة تأهيل نفسها ..!!
فقد اتسع مجال المصالح اﻷمريكية بالتحكم بمصادر الطاقة في كثير من اﻷقطاب كأحد مقومات القوة المادية التي دفعت الولايات المتحدة الى اﻹصرار في التحكم بالنظام الدولي . عن طريق تبني إستراتيجيات وسياسات هيمنة تمنع ظهور قوة أخرى منافسة تكون لها قبضة في المنظومة الدولية والذي ساعدها على ذالك .
قوتها اﻹقتصادية في العالم , وهيمنتها على صندوق النقد الدولي , ومنظمة التجارة العالمية , تحكم الدولار باﻹقتصاد العالمي , القوة العسكرية الداخلية وتوسع قواعدها خارجياً , وتطورها التكنلوجي والعلمي , والتحكم باﻹعلام العالمي , وإمتلاكها للمقعد الدائم في مجلس اﻷمن والقرار السياسي في تمرير قرارتها أو عرقلتها .
لكن من سوء حظها إنها واجهة عدة تحديات خارجية وداخلية .
التحديات الداخلية المتمثلة بالدولة السامية ( إسرائيل ) المتحكمة بكل مفاصل النظام السياسي اﻷمريكي , وأولوياتها السياسية في حماية الكيان اﻹسرائيلي , وتأمينة .
التحديات الخارجية :
المتمثلة بحماية هذا النظام من اﻷخطار المحيطة والعدو التاريخي العقائدي للسامية المتمثل باﻹسلام والدول التي تعيش تحت كنف شريعتة اﻹسلامية ولذالك عملت بكل جهدها وإمكانياتها العلمية والتكنلوجية والعسكرية والسياسية بإزالة هذا الشبح المهدد للكيان اﻹسرائيلي بإتباع إستراتيجيات طويلة المدى ﻹضعاف هذا المحيط ثم تدميرة وإفقارة وإعادة هيكلتة بنشر الفوضى بداخلة وتصدع بنيتة اﻹجتماعية الى فرقاء ( طائفية وعرقية وقبلية ومذهبية ) , وتحويلها الى دول ضعيفة يمكن التحكم بسياستها الداخلية , وإلزامها بإعتناق الديمقراطية كمشروع لتبادل السلطة السلمي , والتخلص من ديكتاتورية الفرد الواحد والوراثية ..!!
فالذي حصل العكس فتم إستغلالها في إختراق الهيكل السياسي ﻷنظمتها بتكوين أذرع عميلة لها سلطة في القرارات السياسية للدولة .
ومن خلال تجارب الشعوب العربية لهذا النظام الديمقراطي القادم من أمريكا أنه لم يقدم شئ ملموس وناعم على مقدار نعومة اﻷهداف والنتائج التي كانت مرجوة من النظام الديمقراطي المستورد من الغرب . سوا أنظمة عميلة تخضع للوصاية والهيمنة الخارجية أنتفت منها صفة اﻹستقلالية في القرار السياسي , والسيادة , وكانت مجرد أصوات إنتخابية , وصناديق إقتراع تحركها اﻷموال ..!!
فأنتقلت من ديكتاتورية النظام الفردي والوراثي الى ديكتاتورية الوصاية والهيمنة الخارجية , وكأنك يابو زيد ما غزيت .
فأدخلت في هذة البلدان اﻷعراق والطوائف واﻷحزاب التي طغت فيها المصالح واﻷهداف الفردية والعرقية والطائفية والحزبية خاضعة لتجاذبات أيادي خارجية , وقامت بتحييد اﻷهداف العامة للبلد .
مؤيداً بذالك للعبارة التي أطلقها الرئيس اليمني / عبد الرحمن اﻹرياني ( إن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة ..!!
وبالفعل هوا الذي حاصل اﻷن من تدمير وحروب وصراعات داخلية بتسليح خارجي أفضت الى إنهيار الدول وشعوبها , وإزدياد وتيرة تشتتها , وتيهها .
أمريكا بالطبع أسست الكثير من الشركات في كثير من البلدان ونتيجة لقدرتها على التحكم باﻹقتصاد العالمي قامت بإستغلالها لجعل القرار السياسي الداخلي للدول خاضع لضغوط خارجية كسياسة تحكمها المصالح .
فعندما سعت أمريكا لتعزيز , وتوسيع هيمنتها وهيمنة إسرائيل ﻷن إسرائيل هي أمريكا وأمريكا هي إسرائيل . فقامت بغزوا مباشر للعراق وإفغانستان بقرار إنفرادي مع بريطانيا كانت مكلفة عليها , وأفسحت المجال لظهور قوى إقليمية جديدة أعادة توازن القوى العالمية من قوة القطب الواحد الى عدة أقطاب .
وما نخشاة هوا اﻹصرار اﻷمريكي بعدم اﻹيمان بالواقع العالمي الجديد التي فرضتة الظروف وتمسكها ببقائها وحيدة في قمة هرم القوى الدولية , والقلق اﻹسرائيلي من إعادة تأهيل المحيط العربي واﻹسلامي فتتطور الى مواجهة فعلية وحرب إقليمية تكون ساحتها الشرق اﻷوسط “”
Discussion about this post