يا تأريخ اكتب
بقلم: زينب الشهاري
~~~~~~~~~~~~
حينما كانت الأقلام تخط جهاداً و وعياً و أملاً، و كانت البراءة تنهل من ينبوع المعرفة و البراعم تنمو و تزهر في صرح العلم و العيون الحالمة ترنو لمستقبل اليمن الواعد، إذ بيد الإجرام و على حين غرة تقطف هذه البراعم من بين أحضان مدرستها و بكل وحشية ترسل حمم الموت عليها و تردي فتيات بعمر الزهور شهيدات مضرجات بالدماء، غضب العدوان من إرادة حطمت غروره و من قوة هزمت عنجهيته و من حب لوطن أغاظه حد الجنون فلم يرى بُداً من الانتقام و صنع بطولة على أجساد فتيات صغار…
هكذا تُختَطف الأرواح في وطني بكل بساطة و بكل برود، ضحايا… دماء… وجع…موت…حزن… هكذا يأخذونهم و في غمضة عين، و هكذا يتكرر المشهد… أم تفجع بابنها و والد يقهر على ابنته و أخ يودع أخاه، نقصف في بيوتنا، في أسواقنا في مدارسنا، في الحزن و في الفرح نقتل، في الطريق، في المشفى نقتل ،،، في أي وقت و في كل مكان و لا نملك إلا أن ندفن أحبائنا في صمت، فمهما صرخنا من شدة الوجع الذي يظل يأكل قلوبنا و يكوي أرواحنا و يعصف بحياتنا فلن يسمع أحد فقد صدت دوننا كل الأبواب و أغلقت كل النوافذ و سُلِّط علينا من لا يرحم، و على وثيقة الموت وقع العالم بحبر الدم و بصم بالأشلاء و منح الجلاد مطلق الحرية ليدمر كيفما يشاء و يذبح كيفما يشاء، و كلما جاع أشبع بطنه من أجسادنا و كلما عطش روى ظمأه من دمائنا في شهية مفتوحة تنادي فقط هل من مزيد…
إن دماء الثأر التي تفور في عروق اليمنيين الأحرار لن تهدأ إلا برد مزلزل على كل جريمة و يثلج قلب كل أم و أب فقد ابنته و فجع بفلذة كبده التي أرسلها بكل اطمئنان في درب العلم لتعود جثة هامدة و تبقى حقيبتها و دفاترها و كتبها و أقلامها شاهدة أمام العالم في كل زمان الى يوم الحشر على وحشية عدو يملك ماضيا و حاضرا و مستقبلا مشرب بالجرائم و ملون بالدم، و يريد قتل الإنسان و تدمير الحاضر و الإجهاز على المستقبل لبلد هو أصل التأريخ و مهد الحضارات و لكن هيهات أن نسكت، و يبقى ميدان القتال هو الحكم و الفاصل بيننا و بينهم و قد أقسم اليمني أن يجعل أرباب العدوان و مرتزقتهم يندمون على كل جرم اقترفوه، و يا ذاكرة اشهدي و يا تأريخ اكتب.
#مجزرة_طالبات_سعوان













Discussion about this post