ذكريات من الزمن الجميل وادي بناء
✒️حميده يحيي الشامي
مستشار الحملة الدوليه لكسر الحصار
عضو ملتقى كتاب العرب والاحرار
وكل عيد يأخذنا الحنين لأيام الطفوله
كان العيد له رائحة… كان عيدنا دائما في قريتنا في وادي بنا
عند جدتي رحمة الله عليها.. كان والدي متعلق بالمنطقة
وطول سفرنا وعند الوصول نراه يشم هوائها بعمق ويقول ماأجمله من هواء نقي… ويشرب الماء بتلذذ ويقول مااطعم وأنقى مائها..
كان والدي متعلق بمنطقتة متفقد لها ولأحتياجات أهلها
كانت الطريق التي توصل القرى ببعضها وبالمدن في قائمتة
الأولى وكان يقول لو وصلت الطرق للقرى ستسهل حياة الناس ويصل لهم كل شئ..
كان الأبن البار لمنطقتة مسارع للمساهمة والمشاركة والمطالبة لكل ماينفع الناس والمنطقة ويسهل حياتهم
كالكهرباء والماء والمدارس…
في بداية العدوان كان منزلنا في القرية أول بيت لوالدي ضرب… لقد مررت عليه وعادت الذكريات تمر كشريط أمام عيني لقد قضينا أجمل ايام الطفوله فيه
كان عيدنا لا يحسب عيد أن لم نقضية فيها
كنا نستيقظ مع زقزقت العصافير في جوها البارد اذكر كنا نرتعش من البروده والحماس تلبسنا أمي الحبيبة أجمل الثياب وتزين شعرنا، ونحن نسمع قرع الطبول عند باب المنزل ويتجمع الناس ونمضي مع والدي للزيارات…
وزيارات القرى المجاوره يتجمع الناس في ساحات القرى
يتصافح الجميع والجميع يهنئون بالعيد وصوت الطبول لاتتوقف تصاحبها رقصة البرع وذلك المعجب المخيف (مهرج) يرتب الدائره ويخيف الأطفال بوجهه المستعار وذيل الثور الذي يحمله… كنا نخاف منه وأختبئ خلف والدي ونعيد كل يوم من جديد وزيارة لقرية أخرى كانت أيام جميله حفرت في الذاكره برائحة والدي ووالدتي وأيام لاتنسى قضينا فيها طفولتنا بفرح
كنت أجمع التوت الاحمر والأسود من الشجيرات التي تحت منزل جدي في فستاني الابيض الجديده وكنت أوبخ دائما من أمي وتتكرر كل يوم…. كنا نتنقل في الوديان القريبه وتمر مخيلاتنا بمغامرات طفوليه ونحاول صيد السمك الصغير الأسود من الساقيه التي تمر من تحت بيت جدي واكتشفتنا عندما كبرنا إنها يرقات الضفادع… كانت السعاده والحب تغمر قلوبنا ونرى الرضا في عيني والدي لفرحنا…
وياليتنا ماكبرنا…
طلبت من والدتي أن اركب الحمار الذي كان في الوادي أستأذنت أمي من صاحبته العجوز وساعدوني الطلوع فوق ظهره المتعب وكان خيالي يصور لي أني أميره تخترق الغابات بصهوة جوادها وللأسف جرى الحمار بقوة وأخذ بالقفز من بين المدرجات المزروعه… أذكر أني تمسكت برقبته وكنت أسمع صراخ أمي يتردد، لا أذكر كيف نزلت ولا كيف أوقف ذلك الحمار المسكين الذي تعب من حمولاته حتى فاض صبره وحاول الفرار…
كانت تلك ذكرى ذكرتني بها والدتي في زيارتي لهم بعد
عودتنا من قضاء العيد في قريتناقبل أن يفارقونا بسنة
وتصفحت صورها مع والدي وتحدثنا عن قرينتا وأحوالها ورأيت في عينيه نظرة حنين لن أنساه…
وقلت لوالدي ستبنون منزلنا الذي قصفه العدوان من جديد
و يكون عيدنا فيه كما كنا من قبل… أهم شئ أنكم بجانبنا بخير وبدأنا بمناقشة المنطقة المناسبةلبناء المنزل الجديد
وكيفية بنائه…. وكيف ستكون أطلالته على الوادي..
ذكريات جميله جمعت في ذاكرتنا
وحنين لناس كانوا هم عيدنا وموطننا وفرحنا
هم من علمونا الإنتماء والفخر بقريتنا وأهلها ومحبتهم
كانوا يتفقدون موطنهم وناسها وأحتياجاتها حتى أثناء العدوان ومتابعين لأحوالها…
أراك أبي تمر بصورتك بأبتسامتك الرزينه بين جبال وسهولها وطرق القرى ورائحتكم العطره تفوح بين مناطقها وسيرتكم الزكية تملئ طرقاتها… وأنعكاس صورتكم بين شلالاتها
سلام الله على والدي ووالدتي وأخي زكريا
يوم ولدوا ويوم فارقونا ويوم يبعثون أحياء..
Discussion about this post