*بلينكن وإشعال الجبهات مع رئيس وزراء مريض عقليََا وجيش منهار نفسيًا*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*لقد ذكرت في مقالي أمس بأن قائد الدبابة الذي أطلق النار على شاحنة متفجرات وعلى متنها 36 ضابطًا وجنديا؛ وأن الضابط الذي أمر بوضع الضباط والجنود على متن الشاحنة يعانيان من أمراض نفسية. وأن الله سبحانه وتعالى قضى أمرًا كان مفعولًا.*
*وعند البحث عن الإصابات بالحالات النفسيةفي الكيان المؤقت؛ أصبت بالذهول بسبل الإنهيار الكلي للنظام الصحي النفسي.*
*فالوضع خطير جدًا لأن على رأس الكيان المؤقت شخص مصاب بمرض عقلي وعدة أمراض نفسية بحسب إفادة طبيبه. وقد تعالج نتنياهو لمدة تسع سنوات لديه؛ وبتاريخ 07 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي تم العثور على الدكتور موشيه ياتوم، الطبيب النفسي الإسرائيلي الشهير الذي اشتهر بعمله في علاج الأمراض العقلية الشديدة، مقتولاً في منزله في تل أبيب، بعدما أصيب بطلق ناري، وإلى جانبه رسالة انتحار مدمرة أشارت إلى تورط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتباره مصدر يأس ياتوم.*
*وفي سلسلة من يومياته، وثق ياتوم تفكك شخصيته التي كانت لا تقهر أثناء علاجه لرئيس الوزراء، الذي شبه طريقة تفكيره بـ “الثقب الأسود من التناقض الذاتي”.*
*في سلسلة مروعة من اللقاءات، واجه الدكتور موشيه ياتوم، الطبيب النفسي المتميز، التحدي الهائل المتمثل في علاج نتنياهو.*
*وتكشف مذكرات ياتوم قصة مروعة عن يأس طبيب نفسي أثناء محاولته علاج مريض بدا منيعًا للواقع. وتسجل المذكرات الجلسات المزعجة مع نتنياهو وتأثيرها على صحة ياتوم العقلية والجسدية.*
*وأما على صعيد وضع الجنود النفسي ووضع المجتمع وحتى وضع القطاع الصحي النفسي في الكيان المؤقت فهو كارثي.*
*فعلى صعيد الجيش، كشفت مصادر إعلامية عبرية، عن ظهور أعراض “صدمة المعركة” على ما لا يقل عن 1600 جندي منذ بدء التوغل البري على قطاع غزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وهو عدد كبير جدًا في هذه المدة القصيرة نسبيًا.*
*وقال موقع “واللا” الإخباري العبري: “ظهرت أعراض صدمة المعركة على ما لا يقل عن 1600 جندي “إسرائيلي” منذ بدء المناورات البرية في قطاع غزة قبل حوالي شهرين”.*
*وبحسب البيانات التي نشرها موقع “واللا” العبري، فإن 76% من الجنود عادوا إلى القتال بعد العلاج الأولي من قبل جنود في الميدان، أو من قبل ضباط الصحة العقلية الملحقين بالوحدات والموجودين باستمرار قرب مناطق القتال”.*
*فما حصل من حوادث أعلنت عنها هيئة البث من قتل للأسرى وحوادث إطلاق نار صديقة وتُوِّجت هذه الحوادث بإطلاق دبابة النار على شاحنة متفجرات. وكان بيان الجيش مثير السخرية، ويثبت بشكل يقيني بإن العلاج النفسي للذين عاودوا الخدمة غير مجدي وخاصة إذا عرفنا ووفق بيانات رسمية، بأنه يوجد في الكيان؛ َطبيب نفسي واحد في الخدمة العامة لكل 11,705 من المستوطنين. وبحسب رئيس منتدى مديري مراكز الصحة النفسية، الدكتور شموئيل هيرشمان، إن هناك حالياً نقصاً بنحو 400 طبيب نفسي في نظام الصحة النفسية، وحذر أنه خلال خمس سنوات سيكون هناك نقص مضاعف، “لأن كثيراً منهم يقترب من سن التقاعد أو بعده”، وفق المصدر ذاته.*
*وذكرت “هآرتس” أن منتدى مديري مراكز الصحة النفسية وجه، أواخر كانون الأول الماضي، رسالة إلى مراقب الدولة، متانياهو إنغلمان، كتب فيها: “نتوجه إليك بصرخة ويأس، بشأن الوضع الصعب لنظام الصحة النفسية”.*
*وكتب المديرون في رسالتهم: “أحداث 7 أكتوبر (في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى) تسببت بوجود نحو 300 ألف مريض نفسي إضافي، سيحتاجون إلى العلاج على يد متخصص مدرب في إسرائيل”.*
*وقالوا: “بالإضافة إلى ذلك، من غير المعروف حتى الآن من القتال الدائر في قطاع غزة، عدد القوات المقاتلة التي ستعاني ردود أفعال المعركة، إننا نشهد بالفعل زيادة بنسبة عشرات بالمئة في الطلب على خدمات الصحة النفسية”.*
*وهناك أرقام صادمة جدََا داخل جنود الجيش في صفوف الخدمة الفعلية والإحتياط الذين بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل ؛ فمؤخرًا تم تسريح 250 جندي لإستمرار أعراض “صدمة الحرب”. وفي جناح إعادة التأهيل هناك 3475 جندي بالإضافة إلى وجود 64000 معاق في الجيش و8640 يعانون من إضطراب ما بعد الصدمة.*
*فزيارة بلينكن إلى المنطقة هي لإستكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد ولإدارة المعركة على الجبهة الشمالية؛ وعندما يتحدث بلينكن عن الهدوء والبحث عن الحلول السلمية والديبلوماسية، فعلينا الإستعداد الفعلي للحرب.*
*فلم يتأثر بلينكن بارتقاء الشهداء والجرحى والمفقودين الذين فاق عددهم عن 90,000 إنسان؛ متناسيًا بأنه مع بايدن قد تسببا بحصيلة الخسائر البشربَية في عمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني لتزويدهما الكيان المؤقت بأكثر من 120,000طن من أحدث صواريخ القتل والتدمير من زنة 2000 باوند؛ والتي تسببت بتدمير أكثر من 400,000 وحدة سكنية على رؤوس قاطنيها. ويبدو أن بلينكن قد تناسى بأنه كان همن يرعى شخصيًا تزويد الكيان المؤقت بالصواريخ وقذائف مدافع الهاوتزر متجاوزًا رقابة الكونغرس.*
*وبالبرغم من ذلك؛ لم يرف له جفن، بل تجاهل كل أعداد الشهداء والجرحى بدم بارد وقال بوقاحة إن “الولايات المتحدة تعتقد أن دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل “بلا أساس” لكن العدد اليومي للشهداء في غزة مرتفع للغاية”*.
*وأما بالنسبة للبنان فقال إن “الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في ضمان أمن حدودها الشمالية. نحن ملتزمون تمامًا بالعمل مع إسرائيل لإيجاد حل دبلوماسي يتجنب التصعيد ويسمح للعائلات بالعودة إلى منازلها والعيش بأمان في شمال إسرائيل وكذلك في جنوب لبنان”.*
*ولكن وزير صحة العدو أوعز للمستشفيات بإعلان حالة الطوارئ إستعدادًا لإستقبال عشرات الآلاف من القتلى والإصابات.*
*إن الوضع البنيوي لجيش العدو لا يؤهله للقيام بأية مواجهة مباشرة نظرًا للوضع النفسي والعديد البشري، لذا كثف العدو عمليات إستهداف قادة وعناصر المقاومة بالطيران المسيَّر”.*
*وإذا ما أخطأ كل من بلينكن ونتنياهو وغالانت التقدير في الجبهةالشمالية فسيكون الرد في الميدان ولهم في إستهداف قاعدة ميرون وقاعدة صفد عبرة قاسية جدًا.*
*وإن غدًا لنلظره قريب*
*10 كانون الثاني/يناير 2024*
Discussion about this post