لقد شعرت بالقوة حين قرأت مقولة جبران خليل جبران :*”قد تبكي ..!! و هذا حقك، قَد تحزن و هذَا حقُّك، لَكنْ إياك أَن تنكسر .” * .. .
قراءات وتساؤلات تتكلم عن الكثير من التحولات السياسية والاقتصادية القادمة عالميا نتيجة الانقسام العالم الواضح اليوم، الذي أبرز تعدد أقطاب تتوجه نحو الصعود وصناعة تكتلات، حيث خفتت أضواء ما كان سياسة القطب الواحد المهيمن والحاكم بمنظومته للعالم، والذي اعتمد في اتفاقية يالطا نتيجة اتفاق وتوافق ما بين المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، وهي الدول المنتصرة والتي هيمنت وتوافقت ومن ثم تخلخلت الثقة بينها نتيجة تطاول المنظومة التي كانت المقدمة تقود في العالم قرارا وهيمنة ونقدا وسلاحا وشركات وووو ..!!،
لكن لماذا حصلت كل هذه التحولات في المنطقة العربية اليوم وهي تتسارع ..!!؟
أين الدول العربية من النظام العالمي الجديد ومازال بعضها مشتت الرؤية ..!!؟
ما هي أسرار الدور الروسي مع الدول العربية وهو يشق الطريق نحو تكريس تعددية الأقطاب وتشكلها ..!!؟
تساؤلات كثير مبعثرة ..!!, تتضمن ما يمكن أن يكون الرد المبني على، نعم، ما بين وبين، وهنا وهناك .. متضمنة التالي :
خارطة الطريق الواضحة لن تكون إلا ببحث المواضيع الثنائية التي تهم سورية اولا وتؤمن مصالحها، سياسة واستراتيجية تم اقرارها وطنيا في العلاقات القادمة بين أي بلدين، إضافة للتعاون والتشاور إقليمياً ودولياً والرؤية المشتركة في ظل التطورات والمتغيرات الأخيرة على الساحتين العربية والعالمية .
رؤية الوطن حين يتكلم ..!!, في أهمية التنسيق في المرحلة القادمة وخصوصاً فيما يتعلق باجتماعات “الرباعية” ومسار أستانا، وحتمية وضع استراتيجية مشتركة تحدد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة، سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أو مكافحة الإرهاب أو غيرها من القضايا وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين، وذلك بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيراني، وهو أمر لا بد منه اليوم هو ..!!، اليقين والقناعة الوطنية نحو صوابية الرؤية السورية بخصوص مختلف الملفات التي يتم التفاوض بشأنها في ظل واقع الأحداث كلها .
وجهة نظر لا بد منها حول التطورات التي تشهدها العلاقات الخارجية السورية على الصعيد العربي خاصة، أن هذه المرحلة الجديدة ما كانت لتحصل لولا صمود سورية وتضحيات شعبها في مواجهة الإرهاب .. .
وقد بدأت .. حيث تستعد الجمهورية العربية السورية للانضمام لمنظمة ” شنغهاي ” التي تضم أكثر من نصف تعداد سكان العالم، والتي تعد التكتل المواجه المستقبلي لحلف الناتو، وتضم منظمة شنغهاي كل من : – الصين ، روسيا ، الهند ، باكستان ، إيران ، كازاخستان ، قيرغستان ، أوزبكستان ، طاجكستان ..، كما تمتلك كل من بيلاروسيا ومنغوليا وأفغانستان مقعد مراقب داخل المنظمة، و عدد من الدول حول العالم صفة شريك حوار داخل المنظمة منها الإمارات والسعودية ومصر وتركيا، وترفع المنظمة شعار العالم الجديد بنظام ديمقراطي عادل بين كافة الدول ، وتقيم تحالفات اقتصادية وأمنية وعسكرية وثيقة بين أعضائها، وتجري سنوياً مناورات عسكرية واسعة تشارك فيها جيوش الدول الاعضاء ضمن برنامج مكافحة الارهاب الدولي .
هذه هي استراتيجية الجمهورية العربية السورية، متوجهة نحو مستقبل تموضع عالمي منتظر، حيث ستكون سورية للمرة الأولى في تاريخها المعاصر ضمن تكتل عالمي كبير معادي للغرب، بعد عقود من انتمائها لمنظمة دول عدم الانحياز .
ولكن يبقى للداخل الوطني نصيب يقول : ماذا لو قررت ونجحت الحكومة السورية في معالجة ملف الفساد والفاسدين -جزئياً- هل قادرة ام لا للخروج من أزمتها ..، لانه بذلك ممكن أن تؤمن على الأقل مبلغاً ليس بالقليل لتغطية تكلفة رفع الرواتب والأجور بدون تداعيات التضخم وتأثيراتها على الأسعار وعلى القدرة الشرائية لليرة السورية، كما أن تصحيح السياسات الضريبية ومصادرة أموال حيتان المال وأمراء الحرب والمعابر ستغطي كلفة زيادة الرواتب والاجور وأكثر بشكل حتمي .. .
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس، أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان، فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا، كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام !!، ونحن إن وجودنا ليس سوى ومضة في عمر الكون، ستطوى وتنقضي في طرفة عين، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه، فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا، وزمننا الحقيقي في هذا الكون، فهو أصغر مما نتصور !!، فهناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة، وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات وعمل الصالحات ..!، طالما لا زال في العمر بقية – فلنعتبر ونتغير .. .
د. سليم الخراط
Discussion about this post