قراءة تاريخية للحروب القذرة…. حرب اليمن نموذجاً

 

 د. / عبد الرحمن حسن الحسني

نائب مشرف الحملة الدولية لفك حصار مطار صنعاء

المتتبع لتاريخ الحروب والصراعات بين الدول وعلى مر العصور والازمنة وحتى الحروب الجماعية ذات التحالفات والمحاور كالحرب العالمية الاولى والثانية وماتلتها من حروب ونزاعات في القرن الماضي والذي قبله سواء في اوروبا او امريكا اللاتينية او افريقيا والشرق الاوسط وحتى الحروب العربية الاسرائيلية وغيرها يلحظ المتتبع تاريخيا وسياسيا وعسكريا ان تلك الحروب تقام لفترة زمنية ثم تنتهي وتشتعل لاهداف معينة ثم تنتهي ولايوجد في التاريخ حرب مفتوحة او بدون اهداف او بدون نهاية الا الحرب الدولية التي تقودها امريكا واسرائيل والسعودية والامارات وبقية دول التحالف على اليمن حيث لاتحمل اهداف معينة ومحددة غير تدمير الحرث والنسل والبشر والشجر والحجر وكل شيء على الارض والبحر والجو وان وجدت اهداف  فهي بمثابة عذر اقبح من ذنب.. كما ان هذه الحرب القذرة والعدوان الغاشم والحصار الجائر وهي على ابواب عامها السادس حرب مفتوحة ليس لها سقف او زمن بالرغم من حالة الخسارة الفادحة والهزيمة النكراء التي تكبدها العدوان بشريا وماديا وعسكريا واقتصاديا والسقوط الاخلاقي والاعلامي والقيمي الذي نال هذه الدول جراء الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب اليمني والتي وصلت الى جرائم حرب يندى لها جبين الانسانية والى انتهاكات صارخة للقانون الدولي الانساني بقتل مئات الالاف من المدنيين الابرياء وتدمير البنية التحتية وكل المكتسبات في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والاحتماعية والتعليمية والصحية والعمرانية وغيرها من طرق وجسور ومطارات وموانى ومدارس وجامعات ومستشفيات ومنشات حكومية وخاصة وعامة.. الخ

ولم تكتف دول الاجرام بذلك بل سعت الى خلق المعاناة لاكثر من ثلاثين مليون يمني بفرض حصار بري وجوي وبحري باغلاق المطارات بما فيها مطار صنعاء الدولي واغلاق المنافذ والمعابر البرية وكذا الموانى وخاصة ميناء الحديدة والصليف وراس عيسى والمخاء.. كذلك ايقاف المرتبات لموظفي الجهاز الاداري للدولة ونقل البنك المركزي من عاصمة الدولة وحتى محاولة ايجاد برلمان في الخارج وكل هذا مخالف لكل القيم والاخلاق ولكل قوانين الحروب وكل القوانين الانسانية التي تحمي حقوق الانسان وحرياته وتحرم اي انتهاكات لهذه الحقوق… ياعاره ويالعنتاه على امريكا وديمقراطيتها التي تتشدق بها امام العالم وعلى السعودية واسلامها المزيف وعلى الامارات وعروبتها المصطنعة… كل هذا العدوان والحصار على الشعب اليمني العربي المسلم وعلى مرأى ومسمع من الامم المتحدة ومنظماتها ودول العالم دون خجل او حياء.. لماذا هذا كله؟ ماذا ارتكب الشعب اليمني حتى ينال هذه العقوبات وهذا القتل وهذا الاجرام؟

لكن والله مازادتنا هذه الحرب الا قوة وثباتا وشموخا وقوة وتماسكا وعزة وكرامة.. ولولا هذه الحرب ماصنعنا صاروخا ولا طائرة مسيرة ولا سلاحا خفيفا او ثقيلا.. صحيح اننا خسرنا كل شيء لكننا باذن الله سنعوض كل شيء الا الانسان فهو اعظم خسارة والدم اليمني الطاهر وشهدائنا العظماء الذي نحسبهم انشاء الله في الفردوس الاعلى وهم يدافعون عن الدين والوطن والعرض والارض والسيادة والاستقلال..

ولعل جريمة اغلاق مطار صنعاء وحصاره من اكبر واعظم الجرائم التي ارتكبتها دول العدوان في حق الشعب اليمني ولاول مرة في تاريخ الحروب يغلق مطار دولة مستقلة ذات سيادة ويتم سجن شعب كامل في سجن كبير لايستطيع ان يغادره احد حتى ولو كان مريضا او جريحا او طالبا او تاجرا او مغتربا او زائرا او اي مواطن حر يريد السفر تحت اي صفة او مسمى وهذا ما دفع كل الاحرار والشرفاء من كتاب واعلاميين وسياسيين وناشطين ومنظمات مدنية من جميع دول العالم الى التداعي والتوحد في اطار الحملة الدولية لفك حصار مطار صنعاء كاطار شعبوي ومدني وغير حكومي لايصال مظلومية الشعب اليمني الى كل دول العالم وفضح كل جرائم الحرب التي ترتكب يوميا ونشرها عبر كل وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.. في الاخير تحية اجلال واكبار لقيادتنا الرشيدة والشجاعة لقائد الثورة والقيادة السياسية والعسكرية والامنية ولكل ابطالنا من الجيش واللجان الشعبية في كل جبهات العزة والكرامة ولكل ابناء شعبنا اليمني الشامخ والصامد والشجاع في الداخل والخارج ولكل اشقائنا واصدقائنا من الاحرار والشرفاء في الخارج

الرحمة للشهداء

الشفاء للجرحى

الحرية للاسرى

النصر لليمن

الخزي والعار للخونة والمعتدين