التراجع الإماراتي……تقسيم ادوار..

 
عبدالرحمن الحوثي

كاتب ومحلل سياسي

26/7/2019

اليوم وبعد أن أثبت اليمنيون جدارتهم وأحقيتهم في تبوء مقعد الصدارة بين دول العالم, وبعد أن غيروا قواعد اللعبة الدولية وأفشلوا مخططات دول الإستكبار العالمي, نرى حلحلة واسعة النطاق في قضية العدوان الحاصل على اليمن أرضآ وشعبآ ومقدرات…فالإمارات تسرب أخبارآ عن إنسحاباتها الميدانية, والمبعوث يبشر بقرب الحلول, وصندوق النقد الدولي يوجه حكومة الفنادق بضرورة صرف مرتبات موظفي الدولة, وروسيا تستقبل وفدنا بدعوة رسمية.

لا ضير أن نتفائل بقرب الإنتصار الحاسم ولكن بتفائل الحذرين, الفطنين…نعم الإمارات مرعوبة من صواريخنا وطائراتنا ولكنها لن تتنازل بهذه السهولة بعد أن تورطت في الدم اليمني وسعت إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتدمير وحدة الانسان والارض أكثر مما فعلته المملكة الهالكة التي غرقت في الدم أكثر ما يكون…الإمارات التي لاحظنا في حربها الحقد والتدمير الممنهج والمدروس بنفس طابع الإحتلال البريطاني.

المسألة تكمن في عملية تغيير الأدوار, أو بالأصح ان تتكفل الإمارات بمحاربة اليمنيين عن طريق الجبهة الداخلية لتعلن الحرب الإدارية والمالية والإستخباراتيه على اليمنيين, اليوم الإمارات تقوم بتجويع اليمنيين عن طريق زرع (عملائها)  في بنية حكومة الفنادق ونلاحظ ذلك مؤخرآ فيما يفعله حافظ معياد من تدمير إقتصادي وحصار , وأيضآ تعمل على تمكين البعض من كبار المنافقين ليكونوا نواة العمل الإعلامي والإستخباراتي, وأيضآ توجه عملائها ممن لا يزالون ممسكين بمفاصل الدولة ماليآ واداريآ متسترين تحت ظل جهة من الجهات المقاومة للعدوان بالبدء في خطوات الضربة المالية والإدارية لكيان حكومة الإنقاذ عن طريق تصفية من تبقى من الأحرار المخلصين او الثوار العاملين في جهاز الدولة وتمكين أتباعهم المؤدلجين أو حتى أناس من التيارات الأخرى ذوو الشخصيات القابلة للتطويع أو تعيين الاقارب واصحاب مناطقهم الذين يضمنون ولائهم برابط القربى, أو أو أو…….إلخ

 الإمارات توحي بأنها تجنح للسلام والإنسحاب من تحالف العدوان …لتبدأ حربآ بصورة جديدة ستكون ركائزها هم إعلاميون يضعضعون الصمود الشعبي, سياسيون ممسكون بمناصب عليا, تجار ورجال أعمال موالون للمنافقين في الخارج, مقاتلون تم تدريبهم عن طريق الإستخبارات, قواعد بمثابة الابواق, وقواعد حزبية وبرلمانيه غير وطنية, وبنوك تفرض الشروط على المؤسسات الوطنية, وسياسيون في الخارج من نفس التوجه يعملون على التخطيط والكيد لبلدهم والتنسيق مع العدو ومنافقيه سواءآ من فوق الطاولة أو من تحت الطاولة وسواءآ هم ظاهرون ام هم خفافيش الظلام ( وجميعهم معروفون), كل أولئك يذيقون الشعب اليمني الأمرين جوعآ وحصارآ تحت مظلة سيدتهم وولية امرهم, وصاحبة الإستضافة العليا صاحبة الإمتياز الإمارات المتحدة..

لذا لا ينبغي أن نتوانى أو نتساهل فلا تزال الحرب على أشدها, ولا زالت الإمارات والسعودية تقتل بحقدها وبكل قوتها, وعلينا الحذر وفتح أعيننا وآذاننا لما سيحدث في مؤسسات الدولة الرسمية ونقيس كل ذلك بمعيار الوطن.

وقد مر علي مقال للكاتب السياسي المعروف العميد حميد عنتر مستشار رئاسة الوزراء ينصح فيه بتقليص حجم حكومة الإنقاذ إلى أقصى حد ممكن لتخفيض نسبة الفساد, والصرف,لتكون حكومة حرب من 11 حقيبة وزارية…وهذا مقترح رائع وأضيف عليه أن هذا التقليص او التغيير او التدوير سيقطع الطريق على العدوان ماقد حضر له عن طريق من يسيرون على أجندته ( إن وجدوا) أو ممن قد تم إستقطابهم ولا زالوا ينتهجون العهر السياسي الذي رأيناه في من سبق….

وإذا كانت الإمارات تريد أن توهمنا بالسلام فعليها أن تثبت حسن النية اولآ بأول خطوة وهي توجيه عملائها بإيقاف الحرب الإقتصادية المسعورة التي يقودها حافظ معياد ومن بجانبه من الشله المعروفة ( في الداخل او في الخارج) ويبدأ بفك الحصار عن البنوك, ويتوقف عن طباعة العملة الغير مدعومة, ويتوقف عن تنفيذ المؤامرات التي يديرها اليوم وإلا فستضطر صواريخنا ومسيراتها إلى زيارة ابوظبي ودبي وستقوم الإمارات بإعدام عملائها إن طلبنا ذلك.

الحذر الحذر يارجال فالعدوان عندما رغب بشن الحرب علينا من الخارج قام بإستدعاء مرتزقته ومنافقيه إلى الخارج, وعندما يرغب في شن حربه علينا من الداخل…فماذا سيفعل؟؟؟!

وانصح دول العدوان أيضآ أن تكون على حذر من وقوع الفأس في الرأس….

فإن كانوا يطمحون إلى السلام وإنهاء العدوان فليكن ذلك اليوم قبل غدآ فلا عذر لمن يتلذذ بدماء اليمنيين…

ملاحظة:- علينا أن.نميز بين المرتزقة وبين المنافقين… فالمنافقين ليسوا مغرر بهم, ولم يكونوا في حاجه عندما إنضموا الى العدوان, وهم من كبار القادة عسكريآ او إعلاميآ وهؤلاء يجب أن يتحملوا نتائج أعمالهم, ويثبتوا وطنيتهم بكل قوتهم  مثلما أثبتوا عمالتهم بكل قوتهم.

والله المستعان….ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

#الغربلة_مستمرة

#الثورة_مستمرة