عبد الرحمن الحوثي / يكتب
الشاهد فيها اننا اليوم اصبحنا نصنع ونزرع, ولم نعد وحيدون بوجود الأحرار من اشقائنا امثالكم.
من يقتلون؟؟؟؟
➖➖➖➖➖➖
المجاهد في سبيل الله عبدالرحمن الحوثي
يقتلونك كل يوم….ينهشون في ارضك بصواريخهم….يمتصون خيراتك….يحرقون زهورك….يلوثون سمائك…يدفنون ابنائك تحت المنازل….يحاصرون شعبك ليموت جوعآ…يغلقون عليك جميع الابواب, ويرمونك من الأعلى, ومن كل جانب, ويمنعون عنك مأكلك ومشربك….من يظنون انهم يقتلون؟!!
هل يظنون أن اليمن صاحبة الوجه المشرق , والدموع تنحدر من عينيها تبكي ابنائها الصرعى ونسائها الثكلى..تبكي حالها الذي تسبب فيه من ظنت انهم من ابنائها…هل يظنون انها سترضخ؟!! نعم هي تئن, تحزن, تتألم, لكنها لا تستسلم ابدآ.هكذا خلقها الله, هي تحدق بعيناها تنظر إلى رجالها في اعالي الجبال وبطون الوديان الذين تركوا المنزل والأهل والولد دفاعآ عنها مبتغين رضا الخالق,
نعم فالدموع لا تغطي إبتسامتها كلما رأت ابنائها..كلما سمعت عظمائها من قادة كبار, كلما اطربها صوت قائدها الفذ العظيم الرحيم بأبنائها, المحب لشعبها, الحامي لحماها…
تحتضن من استشهد من ابنائها في صدرها وتدثره بترابها لتقبل جبينه متقربة به الى الله سبحانه…تشرب من دماء جروح اعزائها, تشتم عبق عرق رجالها لتطمئن نفسها…
هي اليمن…..عمرها آلاف السنين…ولا تزال شابة وفي ريعان شبابها….مكلومة لكنها تعرف كيف تداوي جروحها, حزينة لكنها مستبشرة…وحيدة لكنها هي الكل..هذا قدرها وهذه مهمتها….تودع حبيبآ تلو حبيب…وآخرون يجوبون الفيافي مقاتلين, ونساء تعجن وتخبز وتحشد وتتبرع بذهبها وهي لابسة ستارها القديم لأنها بخلت على نفسها كل جديد وامها اليمن حزينة, البعض منهن تتفجر اقدامهن دماءآ وهن واقفات في مظاهرة بعد ان سارت لوصولها مسافات….ينظرن إلى السماء بشموخ, يحملن في صدورهن ذكرى من فارقهن وودعهن فتدمع اعينهن شوقآ ويبتسمن إستبشارآ بوعد الرب العظيم…وأطفال يتامى, وآخرون جوعى, وآخرون يأنون من المرض ولكنهم عندما يبتسمون وهم يصرخون بالشعار ينبعث النور من وجنة مغبرة او شاحبه او حارقة من لهيب الشمس, هؤلاء هم من يجعلون اليمن تبتسم وتنسى الجروح والآلام.
هذا هو حال اليمن واليمنيون…وحيدون في هذه الأرض, كلاب الأرض تحاول النهش فيهم, العالم يتآمر عليهم, محاصرون وكأنهم ليسوا بشر, يسمع الإطفال ازيز الطائرة وهم نيام فيهرعون إلى بطون أمهاتهم ليشعرون بالأمان,والأمهات تخفي خوفها من أصوات الإنفجارات حتى تكاد لا تقوى على التنفس لتمنح ابنائها الأمان, والآباء يحتضنون الجميع وإلا فهم في الشارع المجاور ينتشلون الأشلاء من تحت انقاض منازل الجيران, لم يعد يلتقي الأحبه إلا زورة في كل فترة عند العودة من جبهات القتال,هذا هو حال اليمن جردهم العالم من حقوقهم, وذبحهم, وليس لهم نصير من قريب او بعيد, ورغم ذلك كله هم صامدون بقوة إيمانهم بالله, بثقتهم بقائدهم, ببذلهم لرجالهم, بتآخيهم,… سيكسرون كل القيود ويربطون على بطونهم وينهضون ولو إرتعشت اقدامهم ليؤيدهم الله بالقوة والتمكين والإعانة فيصبحوا اقوى من ذي قبل ورائحة الحرية تملأ اجوائهم, أمنين مطمئنين ساعين إلى وعد الله الذي وعد والله لا يخلف وعده..
احد المجاهدين في سبيل الله
سبتمبر 2016م
Discussion about this post